اشواق من انا مجهول

البَينُ أقبـــــل عاشقا مشتاقا..
وقلوبنا فرشَتْ لكَ الأوراقا

رجْعٌ وما بَينُ الأحبةِ دائمٌ...
فكأنَّه ماضٍ بكى أشواقا

ماذا جنيت من الشموع ونارها
إلا لظاها تاركا أحراقا

كل البرية لا يرون ظلامه
وأنا أرى هذا الدجى عملاقا

يا جاهلي قمْ في التبسم عاشقا
هل قد قطفتَ من البكا عشاقا

هاءاتُ كل الغانيات تمردٌ
وبها انبثقتِ إلى الرِّجالِ مَذاقا

فدعي زمانَ اللغو في ساحاتنا
إنا بنينا للورى آفاقا

أسماؤكنَّ إلى القلوب تدفقتْ
فتكلمتْ أسماؤنا أذواقا

يا لائمي كم من بلاد أورقتْ
أغصانُها في العالمينَ نُهاقا

ها مثلنا .. إنَّا اسْتمعنا حسنَهم
ورأيتَ مثلي لحنَهم إطراقا

ماذا رأينا في البياض؟.. سوادَه !!..
ماذا لعقتُ من الدجى؟.. إشراقا

إني نظرتُ إلى البياض وجدتُه
تيها، وفي التيه الشريد أفاقا

ووجدتَ خلفي حول بابك باكيا
ظلي، وظلي ساكنٌ أحداقا

ورأيتَ حولي ..حول بينك أنجما
أزلية لم تعرف الإشراقا

فتخافتتْ أنوارُها كمنارة
سقطتْ ببحر لا يرى أعماقا

هي أنجمٌ والشمس تشرقُ خلفها
والبدر أيضا.. هل تُرى يتلاقا؟

فكأن كل العاشقين تململوا
والليل يقطع خلفهم أعناقا

ما بيننا لون المسافات الطوا
ل تحرقا وصبابة وفراقا

قف مرة لا تسأل الماضين
أنَّا قد شربنا دمعهم رقراقا

قف للتمرد إن أردتَ تحررا
سيعود وجدان الفتى خفَّاقا

كم من حكايات كتبنا بعضها
وتركتَ أخرى لم تجد أطواقا

فظننتَ أني مستلذٌّ من ضلالي..
والضلالة لا تريد عناقا

يا صاحِ لولا الأبجدية في دمي
تبكي، لكنتَ إلى الكؤوس مراقا

فتفيضَ من تلك العيون صبابة
وتعود للشوق المميت مساقا

ولمثلك الأسماء حتما تنطفي
وسماؤنا لا تدمع الأشواقا