Riad Lb Admin
عدد المساهمات : 439 نقاط : 875 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 09/11/2008 العمر : 29 الموقع : www.rasoulallah.net
| موضوع: التعارف والأخوة الإسلامية الأحد 29 مارس - 17:04 | |
| إن التعارف قاعدة من قواعد الآداب الإسلامية ، بل هو ضرورة من ضرورات التعامل بين الناس ، فالجار يحتاج إلى جاره ، ولا يمكن أن يتعامل معه إلا إذا تعارفا ، وكل واحد من الناس قد يحتاج إلى غيره ، فكيف يتعامل معه بدون تعارف بينهما ؟
قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .
والمسجد كفيل بإيجاد تعارف أخوي إيماني لا ينسى ، ذلك أن المصلين في الحي الواحد لا يلتقون في المسجد غالبًا إلا لأداء صلاة الفريضة ، أما إذا كانت تربطهم حلقات الدرس في المسجد فإن لقاءهم يكون أكثر ، وكذلك صلاة العيدين والجمعة وغيرها . إن أهل الحي الواحد بعد فترة قصيرة يصبحون كلهم متعارفين بسبب تكرار رؤية بعضهم بعضًا ومصافحة بعضهم بعضًا ، ولقائهم في حلقات الدروس عند العلماء ، وهكذا .
ولكن التعارف بين المسلمين ، ليس هو مجرد معرفة اسم الشخص واسم أبيه ولقبه ووظيفته فقط ، وإنما المقصود منه هو أهم من ذلك ، وهو تقوية أواصر الأخوة الإيمانية التي يترتب عليها العمل بكل ما يقويها من المحبة ، والتزاور والتواصل وعيادة المريض ، وإجابة الدعوة ، وإعانة المحتاج والضعيف وإفشاء السلام ، وطلاقة الوجه وطيب الكلمة ، والتواضع وقبول الحق ، والعفو والسماحة ودفع السيئة بالتي هي أحسن ، والإيثار وحسن الظن ، ونصر المظلوم ، وستر المسلم إذا وجدت منه هفوة ، وتعليم الجاهل ، والإحسان إلى الجار ، وإكرام الضيف ، وأداء الحقوق إلى أهلها ، والنصح لكل مسلم وهذا كله منطلقه بيت الله .
وكذلك تجنب كل ما يضعف الأخوة الإيمانية من ظلم وحسد ، واحتقار وسخرية ، وغيبة ونميمة ، وهجر وقطيعة ، وفعل ما يثير الشك والقلق عند أخيه المسلم ، ومنافسة على بعض أمور الدنيا التي قد شرع فيها ، كالبيع على البيع ، والخطبة على الخطبة ، والغش والكذب .
وقد كانت هذه المعاني العظيمة من الأخوة الإيمانية وتعاطي ما يقويها ، وتجنب ما يضعفها موجودة في أعلى صورها عندما كان المسجد موجودا في أعلى صورة له ، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين ، وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم أول أخوة ، وهي أخوة المهاجرين والأنصار الذين أظلهم مسجده الشريف ، وربطت أخوتهم الشهادتان ، ووحدتهم راية الجهاد في سبيل الله حتى لقد عزم أخ من الأنصار أن يتنازل لأخيه من المهاجرين عن شطر ماله ، وإحدى زوجتيه يطلقها ، فتعتد فيتزوجها المهاجر ، فما كان من المهاجر ، إلا أن قال للأنصاري : " بارك الله لك في أهلك ومالك " رواه البخاري .
وهكذا كان أهل المسجد ، فأين تعارف المسلمين اليوم ؟ إن الجار بجانب جاره ، أو أمامه ، يخرجان في وقت واحد لأعمالهما ، ويدخلان في وقت واحد إلى منزلهما ، وقد يجمعهما مصعد واحد نازلين وطالعين ، وقد لا يسلم أحدهما على الآخر ، وقد يسلم فلا يرد الآخر ، وقد يرد وهو مدبر لا يرى أخاه ابتسامته ، وقد يموت أحدهما ويدفن وهو لا يدري عنه ، وقد يكونان في مؤسسة واحدة في العمل ولا يعرف أحدهما الآخر ، فأين تعارف المسجد يا أمة الإسلام؟! | |
|